ناصر شلبى Admin
عدد المساهمات : 604 تاريخ التسجيل : 24/06/2012 العمر : 65 الموقع : مصر
| موضوع: بين سباعيتين .. السيفُ والخنجر فى كشف مسار «مرسى» والعسكر..يوسف زيدان (منديات نور الصباح الأربعاء يوليو 11, 2012 8:07 pm | |
| بين سباعيتين .. السيفُ والخنجر فى كشف مسار «مرسى» والعسكر..يوسف زيدان (منديات نور الصباح ) بعد حمد الله الذى لا يُحمد على مكروهٍ سواه، فإننى أنوى أن تكون هذه المقالة هى آخرُ كتاباتى فى الشأن العام، خصوصاً السياسى، وذلك تجنُّباً للخوض فيما لا طائل تحته من أمورٍ، صارت أقرب إلى العهر الرخيص العام الذى لا يعرف الخجل، والتزاماً بعهدٍ قطعته على نفسى يوم الجمعة الماضى حين ختمتُ إشارتى المنشورة على صفحتى الشخصية بالفيس بوك، بعبارةٍ: هذا آخرُ كلامٍ لى على ملأ، لأن القلب قد امتلأ!.. ولسوف أذكر فيما يلى أسباب هذا «العهد الآتى» وأورد دواعيه الدالة على صدق ما قاله قدماؤنا من كلامٍ حكيمٍ سوف أذكره فى موضعه:
■ ■ ■
فى مقالة الأسبوع الماضى التى اختتمتُ بها سباعية «الأسئلة التأسيسية» تحدَّثتُ عن عمليات إفساد الواقع المصرى العام، من خلال ما سميته «سكب الزيت فى الماء» سواءً بالمعنى الفعلى المباشر، الحرفى، أو بالمعنى المجازى الإشارى. فبالمعنى الحرفى للعبارة، يجرى بانتظامٍ تدمير شواطئ الإسكندرية من خلال ضخّ مئات الجالونات من زيوت المحركات المستعملة فى السفن الكبيرة، ليلاً، وفى الصباح تأخذُ بقعةُ الزيت الأسود طريقها المعروف، وتتسع من موضع سكبها المعتاد «المدروس» حتى تغطى شواطئ المدينة جميعها، من الشاطبى إلى المعمورة، فيتحقق بهذه «الخطة» الخبيثة لعدة أيامٍ تالية عدة أغراض، من أهمها: تدميرُ البيئة البحرية للمدينة.. إفسادُ الشواطئ لإعاقة السياحة والاصطياف.. هروبُ الأنواع الجيدة من الأسماك إلى حيث لا يصل الصيَّادون.. تكليفُ ميزانية مصر مئات الآلاف من الدولارات كغرامات تُسدَّد للجهات الدولية المتولية مراقبة الموانئ.. إلخ.
وبالمعنى المجازى، ذكرت مظاهرَ كثيرة لأعمال جرت بانتظامٍ من بعد يناير 2011، بهدف إشاعة القلاقل عبر عمليات زعزعةٍ ما زالت تتوالى وتفجؤنا كل حين بالمروِّعات النازعة للناس من الطمأنينة إلى الفزع، عبر عمليات عديدة شهدناها طيلة الفترة الماضية، وكان من أهمها: الهيجانُ المفاجئ للفورات الجماعية بحجة المطالب الفئوية.. العنفُ المتفجِّر بغير سبب معلوم فى وقائع عجيبة مثل مذبحة استاد بورسعيد وأحداث شارع محمد محمود.. أفلامُ الفتنة الطائفية رديئة الإخراج.. الأزماتُ غير المبررة مثل نقص الوقود وسرقة السيارات واختباء الصاخب فى بيت قاضٍ.. صياحُ البطة «ودلال» «الأوزة» تليفزيونياً فى القناة التى تزعم أنها الأولى مشاهدةً فى مصر والوطن العربى.. تهييجُ الخواطر على النخبة المصرية كأنهم السبب فى تردِّى الأوضاع لإضعاف ثقة الناس فيهم.. إلخ. نُشرت المقالة يوم الأربعاء الماضى، ومرَّت كالمعتاد نحو طريق التيه والنسيان والإهمال. فلما أطلَّ صباحُ يوم الجمعة الماضى الملىء بساعات النحس، بحسب اعتقاد العوام، بدتْ من حولى الأشياءُ على ضوء الفجر، فرأيتُ الآتى:
بقعة كبيرة من الزيت الأسود الفاسد المفسد، تُقبل رويداً من الموضع المعتاد لسكب الزيت، وهو تقريباً مسافة ألفىْ متر من شاطئ المنطقة المسماة اليوم «الشاطبى» وكانت قديماً تسمى الحىّ الملكى «البروخيون».. وراحت البقعة تقترب من الشاطئ شيئاً فشيئاً، حتى تحقق المطلوب فى اليوم التالى بفضل التيارات البحرية، وطمَّت المياه المخلوطة بالزيت، واسودَّ الماءُ، واختفى الصيادون الذين كانوا قبلها بيومين يؤدون أعمالهم كأنهم يمرحون بالمراكب الصغيرة والشِّباك ذات الحصيلة الوفيرة. ولسوف يبقى الحال على هذا النحو قرابة سبعة أيامٍ، ثم يعود الصفاء للماء من جديد، تدريجياً، مع آخر الأسبوع. فيعود ساكبو الزيت إلى تكرار ما يفعلون، من دون صبرٍ لأيامٍ معدودات .. ما هذا الفجورُ العلنى فى وضح النهار، وبلا أى اكتراثٍ بأن الأمر صار مفضوحاً؟
ولا بأس على قواتنا البحرية الباسلة التى تعجز عن مواجهة الأخطار الصغيرة لكنها قد تستطيع بعون الله ودعاء الأمهات حماية بحرنا من الأخطار الكبيرة.. بعبارة جامعة: لا بأس على الجميع!
قلتُ فى نفسى ما معناه: طيب، لعل الأمر لم يعد بيدى، ما دام التنبيهُ لهذه العملية الخطيرة قد تمَّ على الملأ، وليس بمقدورى إلا «الكتابة»، التى جرت ولم تحرِّك ساكناً، فقد بلَّغت وشهد الناس. ومن ثم، فلا داعى لهذا الألم النفسى ولا بأس على الذين اعتادوا التعايش مع التلويث البيئى الفاجر، ولا بأس على القائمين بمراقبة المياه الإقليمية من العسكر والحرامية، ولا بأس على السفينة التى قامت بسكب الزيت فى الليل ولم تُجتجز بالنهار، ولا بأس على الملاحظين المرتشين الذين تعاموا عن الأمر عندما كشفوا عن زيت السفن القادمة للميناء.
وفى أوان الضحى من يوم الجمعة «السعيد» ذاته، عرفتُ من كثيرين أن انهيار مكتبة الإسكندرية قد صار علنياً. ففى الليلة السابقة كانت هناك حفلة للموسيقار «عمر خيرت» وجرت على أسوأ نحو، وفى الأيام السابقة كانت هناك دعاوى قانونية متبادلة بالمحاكم بين المدير العام للمكتبة والموظفين العاملين تحت إدارته، وفى الشهور السابقة اهتُرئ قلبُ المكتبة للأسباب التى عرضت لها أواخر العام الماضى فى مقالة نُشرت هنا بعنوان «مأساة مكتبة الإسكندرية» ذكرتُ فيها بوضوح أن أسلوب العسكر سوف يهدم هذا الكيان من داخله، ثم عرضتُ لاحتدام الأمر فى مقالة تالية نُشرت هنا تحت عنوان «النداء الأخير لإنقاذ مكتبة الإسكندرية» فدفعتُ فيها ثمناً فاحشاً ذكرته فى مقالتى التى نُشرت هنا، أيضاً، تحت عنوان: وداعاً مكتبة الإسكندرية.. وكان الطيبون يقولون آنذاك إن مشكلات المكتبة «وليست مأساتها» هينةٌ بالقياس إلى ما تمر به البلاد، فلا عجب أن يهمل المصريون الأمر! وكأن المليارات العشرين من الجنيهات التى أُنفقت على إنشاء وتشغيل المكتبة، لم تكن من أموال مصر. وكانوا يقولون إن الأحوال لن تستقيم بالمكتبة لأنه لا رئيس لها حالياً، نظراً لأن رئيس الجمهورية هو بحكم وظيفته رئيس المكتبة! وكأن المجلس العسكرى لم يكن يملك صلاحيات الرئيس الذى انخلع. وكانوا يقولون إن انتخاب رئيس جديد للبلاد، سوف يحل مشكلات كثيرة من بينها حسم الأمور المزرية الجارية.. ثم جاء الرئيس مرسى!
يوم الجمعة الماضى ذاته، نشرتْ الصحفُ كلها أخباراً عن زيارة الرئيس للإسكندرية.. يا مرحباً، يا مرحباً.. ما الذى قام به الرئيس عند زيارته؟ قام بحضور حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب الكلية الجوية، والكلية العسكرية البحرية «عددها أربعةٌ ومائةُ ضابط (104) بعضهم من غير المصريين أصلاً» وقد حضر الحفل البهيج مع سيادةِ الرئيس سيادةُ المشير طنطاوى وسيادةُ الفريق عنان.. إلى عنان السماء أردتُ أن تصل صرختى الناعية على سُلَّم الأولويات الرئاسية والسلطوية فى بلادنا، فكتبتُ إشارتى التى كان نصُّها: «الآن اتضحت الصورةُ الكليةُ، فالرئيسُ الجديد الذى هو بحكم وظيفته رئيس مكتبة الإسكندرية، أتى لزيارة المدينة فلم يكترث بالمرور على المكتبة التى تنهار منذ شهور ويُحاكم بسببها مديرُها ويُديرها فى نفس الوقت، وقد حصل مؤخراً على تصريحٍ بالسفر، وسافر. وإنما كان الذى فعله رئيس البلاد المنتخب أثناء زيارته للإسكندرية، هو حضور حفل تخريج دفعة جديدة من ضباط الكلية العسكرية البحرية، وكان معه فى الحفل المشير طنطاوى والفريق عنان، تماماً مثلما كان مبارك يفعل فى زمانه الذى غبر. ولا معنى لذلك عندى إلا الآتى: لن تكون مصر يوماً وطناً للمعرفة، ولن تجدى الجهود المفردة، ولن تتحقق الأمانى الفردية. هذا آخر كلامٍ لى على ملأ، لأن القلب قد امتلأ».
وتتالت عشرات التعليقات التى كان من بينها بطبيعة الحال، بعضُ تجليات «قلة الأدب» التى صارت ملمحاً مهماً من ملامح الفيس بوك «العالم الافتراضى» والشارع المصرى «الواقع الفعلى» فحذفتُ معظمها ومعظم كاتبيها من صفحتى، لسوء الأسلوب، مع أنه لا بأس عندى فى إيراد أفكارهم والتعبير عن آرائهم التى كانت «إذا صيغت بلغة مهذبة» تقول ما مفاده أننى أخلط بين الشخصى والعام، لطموحى فى منصب مدير المكتبة بعد إزاحة الحالى! وأننى لا أحب الرئيس الجديد، لأننى علمانى وهو متدين! وأننى أحملُ على العسكر الذين حموا الثورة وسلَّموا السلطة، حسبما وعدوا.. ولهؤلاء الجهال وأمثالهم أقول:
مكتبةُ الإسكندرية ليست شأناً خاصا، بل هى عمل عظيم تعاونَ العالمُ كله لإنجازه، فتمَّ إحياءُ المكتبة وقامت كالعنقاء بعدما ظلت قروناً تلوح فى وجدان الإنسانية مثلما يلوح باقى الوشم فى ظاهر اليد.. وأما الزعمُ بأن لى مسعىً وطموحاً فيها، فها أنا أكرر على الملأ بأننى لن أدخل مكتبة الإسكندرية ما دام مديرها الذى خرَّبها عن عمدٍ موجوداً، ولن أقبل فى ظل الحالة الحالية بأى وظيفةٍ فيها، اكتفاءً وقناعةً بالدور المعرفى والثقافى الذى أقوم به بقدر المستطاع، على الرغم من يقينى بأن مصر لن تكون فى المدى القريب وطناً للمعرفة وعاصمة للثقافة، لكننى على طريقة التراجيديا الأرسطية أسعى لإبقاء الشمعة مشتعلة فى مهب الريح، أملاً فى مجىء يومٍ لا تكون فيه بلادنا وطناً للجهل والأمية والتدين المغلوط المشبوه المرتبط باللعب السياسى.. وأما الزعم بأننى لا أحب الرئيس الجديد بسبب علمانيتى وتديُّنه، فالصواب بصدد ذلك أنى لا أحب الرئيس الجديد ولا أكرهه، وكنتُ أرجو أن تنجح به أحوال البلاد والعباد. ولستُ علمانياً على النحو الذى يفهمه الجهَّالُ، بل أكَّدتُ دوماً أن العلمانية فى بلادنا خرافةٌ يؤمن بها غير العارفين.. وأما موقفى من العسكر فقد كفانى أمر الإعلان عنه، شاعرُنا المصرى «أمل دنقل» الذى قال قصيدةً قبل قرابة أربعين سنة، كان مطلعها: قلتُ لكم فى السنة البعيدة، عن خطر الجندى وعن همَّته القعيدة.. «إلى آخر القصيدة».
■ ■ ■
ماذا بعد؟ وماذا عن العنوان الذى جعلته عنواناً لهذه المقالة؟.. لقد أردتُ الفرار من هجمات المعنى الذى سطره قدماؤنا بقولهم: اليأس إحدى الراحتين! فخرجتُ قاصداً اللسان الصخرى الممتد فى البحر، حيث يتجلى أحياناً «العقلُ الفعال» ويفيض بالحقائق والأسرار الكامنة خلف الأشكال والمظاهر. وقد استفسرتُ منه عن المسار الآتى، وماذا سوف يسفر عنه حالُ الرئيس مرسى مع العسكر، وكيف سينعكس المسار على الأحوال العامة. فقال العقلُ الفعالُ من دون أن يبدو عليه أى انفعال، أموراً عجيبةً بكلماتٍ أعجب، كان منها قوله:
العسكرُ سيفٌ قديم، والإخوان خنجر. وسوف يتقارب الفريقان إلى حينٍ بحكم التشابه واحتكاك المصالح، ومن هنا حرص العسكرُ على إبراز دور ذوى اللحى، منذ وقع الفراغُ وتكاثر الفُرَّاغُ فى الأزقَّة. ولا يجب أن يتشتَّت نظرك بملاحقة ما يفعله الأشخاصُ، فما هم إلا الواجهة لكل فريق. فريقُ العسكر واجهته المجلسُ، وفريقُ الإخوان واجهته الرئيسُ. ولا غرابة فى التقارب، فكلاهما يجتمع أمره على الهيئة الهرمية التى رأسها مرشدٌ أو مشير، وقاعدتها المقعدون من فُرادى الجند وعوام المؤمنين.
وفى قلب الهرمين احتقارٌ أصيلٌ لكل مخالفٍ، وللنساء، ولا عزاء عندهم لمن فاته القطارُ أو شاءت له الأقدارُ أن يكون خارج هذا الهرم أو ذاك. لا بأس من تحيةٍ عسكريةٍ لمدنى، ولا بأس من خفض الجناح لمن أتيح له أمرٌ مباح، ولا بأس من نكوصٍ قليلٍ لتحقيق المصالح الممكنة فى زمن عليل.. العسكرُ سيفٌ ليس باستطاعته أن يبقى دوماً مُشهراً، فهو يتوق دوماً إلى العودة لغمده، ليأمن من ظهور الصدأ على صفحته والثَّلَم على نصله والانطفاء على ذؤابته. ولسوف يعود السيف الذى استُلَّ، رويداً، إلى غمده مستغرقاً فى ذلك بضعة شهور قد تطول لعامين لطول الاضطراب. ولا بأس فى المقابل من تقاربٍ يموِّه على الناس بأن الاضطراب انعدم وعاد الوئام، فلا ضير من إرجاء الضرورى والبدء بالتوافه من الأمور التى منها تخريج عشرات الضباط فى غير زمن الحرب، ولن يشكو الذين يتخرجون فى كليات الطب والهندسة والعلوم وغيرها، من مصر إلى غير رجعةٍ بالهجرة أو يخرجونها منهم فيهاجرون وهم مقيمون..
فالمهم أن يسود الوئامُ بين العسكر والإخوان، ولا تسودّ الأيامُ إلى حين النجاح فى التحايل لقطف الثمار والانشغال عن زراعة الأشجار. ولا عبرة بالذى يحتار بسبب عموم العوار، فلن تأتى ثورةٌ عن قريب لأن العدو صار يحتضن الحبيب، والمهان استعلى بجلوس المدان على مقعد القاضى الذى أُهين وهان. فإذا استشرفتَ الآتى رأيتَ فى الأفق تدرُّج الأمور على ترتيب مخصوص: أولاً، يتراجع السيفُ إلى غمده هانئاً بما نال، ويتدبَّر بكل الحيل الرامية إلى التغلغل لملء الفراغ، فُرادى المتأسلمين، يدعمهم المتديِّنون اللاعبون فى ساحة السياسة. وسوف تُطلق اللحى وتُعفى الشوارب وتضحك على الجاهلين الأممُ.. وثانياً، تضيق الأرضُ السوداء «كيمى» المسماة الآن مِصْر، على كل مُصِرّ، فلا يصير إصلاحٌ إلا فى مراد أهل الإصلاح.. ولا تكون نهضةٌ إلا عند حزب النهضة، ولا يكون نورٌ إلا عند حزب النور الذى سيمكر به إخوانه المسلمون، بعدما يستعملونه، فيصيرونه بعد حين عنواناً للتطرف والإرهاب، مؤكِّدين بذلك أنهم الوسط أى خير الأمور. ولن يُمسّ العسكرُ ولن يمسوا اللاعبين ما داموا يلعبون، ويطمحون أن يمسوا خنجراً.. وثالثاً، سوف يتناغم السيفُ والخنجرُ للوخز إذا كثر الغمزُ واللمز.. ورابعاً، يطل الهولُ. هذا ما يتمناه الفريقان وفيه يلعبان، لكن الأمور قد تجرى بحسب المقدور الذى لن يقدر أولئك وهؤلاء على دفعه أو اتقاء شرار ناره.. ففكِّرْ، تعثُرْ.. وتدبَّرْ، تأمن العثرات! فإن الساعة قد اقتربت وانشقَّ القمرُ إلى نصفين، سيفٍ وخنجر.. فليهنأ الفائزون، ويأرق المخبولون المنتظرون فجراً لن تأتى شمسه فى غدٍ قريب.
وفى السباعية القادمة، قد أستمعُ لنصح محمود درويش حين قال:
دَعْ كُلَّ ما ينهار، منهاراً، ولا تقرأ عليهم أىَّ شىءٍ من كتابك!.. وقد يهزمنى الأملُ فأصبو إلى الخلاص من الخبل العام بالمعرفة، فأبدأ سباعيةً جديدةً عنوانها العمومى «مقالات فى المنهج» ومقالتها الأولى بعنوان: علاماتُ صدق الأخبار ودلائلُ كذبها.
■ ■ ■
إشارة أخيرة: بعد كتابتى لهذه المقالة ومراجعتها، وبعد أيام قلائل من الهدوء انسكب بليلٍ بهيمٍ زيتٌ جديد فى نهر الحياة المصرية، سوف يحدث بقعة تلوثٍ لا يعلم مداها إلا الله! فقد أصدر الرئيس المرسى بعد ملاطفات مع المجلس العسكرى، قراراً جمهورياً بإعادة البرلمان المنحلّ .. فما الحلّ؟. | |
|