الاسلام في اسبانيا التاريخ والحاضر ...منتديات نور الصباح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاليوم نبحر الى اسبانيا لنرى واقع الاسلام فيها اليوم لعلها تكون دافعا لمزيد من العمل للدعوة الى الله
الإسلام في إسبانيا بعد سقوط غرناطة (لمحة تاريخية)
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
غرناطه ومساجدها
... عندما كان الإسلام يحكم إسبانيا تحت إسمها الإسلامي ( الأندلس ) كان معظم السكان مسلمين وكان كلما استعمر النصارى القادمون من الشمال أراض إسلامية جديدة هاجر كثير من المسلمين عنها وأتى النصارى بمستعمرين من المقاطعات النصرانية الشمالية . وبقيت تحت الحكم النصراني مجموعات إسلامية كبيرة كانت تعرف تحت اسم " المدجنين " وكان هؤلاء هم أصحاب الخبرة في البلاد ، غير أنهم كانوا يعاملون معاملة العبيد .ولما وقعت مدينة غرناطة ، آخر المدن الإسلامية ، تحت قبضة النصارى عام 1492 م عقد هؤلاء معاهدة مع المسلمين يلتزمون فيها باحترام دينهم ومعتقداتهم . ولكن عندما استتب لهم الأمر نقضوا العهد و أجبروا المسلمين على التنصر . ولكن الإسلام في إسبانيا لم ينقرض بضياع غرناطة ، فلقد حافظ المسلمون على دينهم سرا جيلا بعد جيل وقاموا في كل هذه الأثناء بتعليم أطفالهم الدين الإسلامي . وكان كلما اكتشف أحد منهم حكمت عليه محاكم التفتيش بالإحراق حيا . وهؤلاء المسلمون في السر ، والنصارى في العلانية واسماء سماهم الإسبان " الموريسكوس " . ولقد ألفوا كتبا باللغة الإسبانية والحروف العربية ، وهي اللغة التي تسمى بالعجمية ، في سيرة الرسول ، - صلى الله عليه وسلم - ، وتفسير القرآن وتعاليم الإسلام ، ولا زالت تلك الكتب موجودة في المكتبات الإسبانية . وحاول هؤلاء المسلمون الهجرة بدينهم إلى المغرب العربي كلما سنحت لهم الفرصة ، فكان يصل منهم سيل متواصل إلى الشواطئ المغربية . وفي عام 1568 م ، ثار المسلمون في جبال البشرات ، جنوب غرناطة ، تحت زعامة البطل المسلم " فرناندو دي بالور " الذي غير اسمه إلى محمد ابن أمية .
ودامت الثورة ثلاث سنوات استبسل فيها المسلمون. لكنهم هزموا بعد ذلك ، واستشهد الكثير منهم بما فيهم زعيمهم محمد بن أمية رحمه الله ، وهرب الكثير منهم إلى المغرب .
... وقد ذكر الأمير شكيب أرسلان في كتابه " الحلل السندسية " ( الجزء الأول ) ، قصة بعض الموريسكيين ، وكيف كانوا يكونون جمعيات سرية تعلم بعضها البعض الإسلام . كما جاء الباحث المصري محمد عبد الله عنان بقصة موريسكي آخر اسمه الشهاب الحجري الذي فر بدينه سنه 1597 م من ضواحي غرناطة ، وذهب إلى مرسى شنتمرية بالبرتغال ، وتنكر كإسباني من إشبيلية ،
وركب بارجة برتغالية إلى مدينة الجديدة التي كانت تحت الاحتلال البرتغالي ، ومنها هرب هو وجماعة معه إلى مدينة آزمور المغربية .
وبقي الإسلام حيا في الأندلس بعد فشل ثورة جبال البشرات وتابع الإسبان مطاردتهم للمسلمين وحرقتهم أحياء كلما كشفوا أنهم على دين أجدادهم ، ولم ينطفئ أمل هؤلاء الأندلسيين في استرجاع بلادهم ، فأخدوا يستنجدون بالعثمانيين ، لكن لم تأت أي نجدة . وكان آخر هجوم لقوة بحرية إسلامية على الشواطئ الإسبانية تحت قيادة خير الدين بربروسة ، وال الجزائر ، سنة 1535 م .
ولما يئس من تنصير المسلمين ، أمر طاغيتهم سنة 1609 م بطرد جميع الموريسكيين عن إسبانيا ، بعد أن صادر كل أموالهم وأخذ كل أبنائهم الذين تقل أعمارهم عن الخمس سنوات. فخرج من إسبانيا حوالي ربع مليون مسلم إلى الشواطئ المغربية والعثمانية ، حينئد غيروا أسمائهم النصرانية إلى أسماء إسلامية وجهروا بإسلامهم في أرض الإسلام .
ولكن الإسلام لم يمت في إسبانيا بهذه الهجرة ، بل بقي دفينا في قلوب الكثيرين جيلا ببعد جيل . ففي سنة 1769 م ، ضبطت محاكم التفتيش مسجدا سريا في مدينة قرطاجنة أنشأه المسلمون المنتصرون ظاهرا .
تكوين القومية الأندلسية في القرنين 19 و 20
قضى طرد 1609 م على تنظيم النخبة المورسكية الذي حافظ على الإسلام في الأندلس مدة مائة و عشرون سنة بعد سقوط غرناطة.و لكن الانتماء الأندلسي ظل دفينا في النفوس، دون تعبير واضح إلى أن غزت جيوش نابليون الفرنسية إسبانيا سنة 1808 م ، وعاثت فيها فسادا، فانهارت أمامها مقاومة الدولة الإسبانية وثار أهل الأندلس في قادس ضد الغزو الفرنسي بصفتهم أندلسيين ، فاستسلمت لهم البحرية الفرنسية في قادس وهزموا الجيش الفرنسي في معركة بايلن (مقاطعة جيان ) وكونوا حكومة سرية في إشبيلية تحت اسم " المجلس الأعلى المركزي " ، وأعلن الثوار في قادس في 19 / 3 / 1812 م دستورا جديدا لإسبانيا كمملكة دستورية حددوا فيه سلطات الكنيسة والملك وقرروا الديمقراطية في المعاملة بين الأفراد والجماعات والشعوب الإسبانية . واعترف الدستور لأول مرة بالأندلسيين كإحدى الشعوب الإسبانية .ذات الشخصية المميزة . وظل دستور قادس مطلب الحركات التصحيحية في إسبانيا طوال القرن التاسع عشر .
... ولكن بعد خروج الفرنسيين ، ألغى الملك الذي عاد في سبتمبر عام 1812 م دستور قادس، و أرجع إسبانيا إلى استبداد الملك والكنيسة . وثار الأندلسيون سنة 1820 م ثم سنة 1823 م مطالبين بدستور قادس ، وهاجموا محاكم التفتيش و أحرقوها . وتتابعت محاولات الرجوع إلى دستور قادس . ففي سنة 1831 م ، ثار الجنرال طرخوس في الجزيرة الخضراء ، وثارت مالقة سنة 1835 م وطردت ممثلي الحكومة ، وتبعت مالقة مقاطعات الأندلس الأخرى . فهزموا الجيش الإسباني ، وكونوا في بلدة أندوخر ( مقاطعات جيان ) " مجلس أعلى للثورة " حرر دستور أندوخر الذي أعلن حكما ذاتيا للأندلس . ولكن فشلت ثورة عام 1835 م ورغم فشلها كانت لها أهمية كبرى في بلورة الهوية الأندلسية الجديدة ، إذ تحركت الأندلس لأول مرة ، منذ ثورات المورسكيين ، كأمة واحدة ، أمام الحكم المركزي في مجريط .
ثم رجعت إسبانيا إلى فسادها الأول ، وظلت الأندلس لأفقر مناطقها يرزخ أهلها تحت تجاوزات النبلاء الشماليين والكنيسة . فثار فلاحوها سنة 1857 م في مقاطعة إشبيلية يطالبون بأرض أجدادهم ، فقضى الجيش عليهم ، وقتل منهم من قتل ونفى من نفى . فأيقضت تلك الثورة الفلاح الأندلسي من سباته وحررته من عقدة الخوف المسيطرة عليه . ثم ثار فلاحو مالقة وغرناطة سنة 1861 م ، فقضى عليهم كما قضى على إخوتهم في إشبيلية . وفي سنة 1868 م، انطلقت الثورة من قادس وانتشرت في كل البلاد . فهزمت جيش الحكومة وهربت الملكة إلى فرنسا . وطالب الثوار بتأسيس جمهورية إسبانية اتحادية تعترف بالحكم الذاتي للأندلس وبإلغاء الدين الكاثوليكي كدين الدولة الرسمي . لكن الجيش أعاد السيطرة على البلاد و أرجع الملكة عام 1873 م . وفي سنة 1874 م ، تأسس " الحزب الجمهوري الاتحادي " الذي تبنى سنة 1883 م
" دستور انتقيرة " الذي خطط لإنشاء دولة الحريات الشخصية ، تفصل فيها بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ، و أصبح دستور انتقيرة أساس المشاريع الاتحادية التي اقترحت فيما بعد .
وظهرت أفكار انفانتا لأول مرة في خطاب ألقاه سنة 1914 م في إشبيلية عن " النظرية الأندلسية " ، كان أساس كتابه التاريخي عن القومية الأندلسية . وفي نفس السنة ، فتح مكتب محاماة في إشبيلية . وفي سنة 1916 م ، أسس انفانتا أول " مركز أندلسي " في إشبيلية، تبعته مراكز أخرى في مدن الأندلس وقراها ، و أصدر مجلة " الأندلس " كلسان حال المراكز الأندلسية . ومع الأيام ، تحولت تلك المراكز إلى مدارس لأنشطة أندلسية تثقيفية وتخطيطية ، وأخذت تستعمل عبارة " الأمة الأندلسية " لأول مرة . ثم تبلور الفكر الأندلسي في اجتماع رندة عام 1918 م في النقطتين التاليتين :
1 - الاعتراف بالأندلس كبلد وقومية ومنطقة ذات حكم ذاتي ديمقراطي على أساس دستور انتقيرة .
2 - اختيار العلم الأخضر والأبيض ، علما للأمة الأندلسية ، وهو علم المسلمين الأندلسين التاريخي .
ثم أسس انفانتا في إشبيلية دار نشر ومكتبة ، نشر فيها عددا من كتبه ، كما أسس مركز الدراسات الأندلسية ، وفي سنة 1920 م ، ظهر كتاب " المعتمد ملك اشبيلية " ، وهي
قصة مسرحية تاريخية عرف فيها انفانتا بجدور الهوية الأندلسية الإسلامية .
وفي سنة 1923 م ، تحولت إسبانيا إلى الحكم الدكتاتوري ، فأقفلت الحكومة المراكز الأندلسية واتهمت القوميين الأندلسيين بمقاومة الدولة و أسكنت القوى المعادية للكنيسة . فركز انفانتا في التفكير في مصير الأندلس وجدور الهوية الأندلسية ، فانتقل إلى أغمات بالمغرب حيث ضريح المعتمد ين عباد ، فقرر إشهار إسلامه هناك ، ثم حاول بعد إسلامه ربط الحركة الأندلسية بالحركات الإسلامية والعربية .
وبعد انهيار الدكتاتورية ، رجع انفانتا للحياة العامة بلغة جديدة ، يمجد فيها التاريخ الإسلامي كأساس للهوية الأندلسية ،
ويطالب الأندلسيين باستعادة هويتهم ، وإزاحة هيمنة الكنيسة عنهم ، وشارك القوميون الأندلسيون سنة 1930 في مؤتمر " الشعوب التي لا دول لها " بالهند ، ثم التقى انفانتا بالحركات التحررية العربية عبر مجلة " الأمة العربية " في جنيف(سويسرا) التي كان ينشرها الأمير شكيب أرسلان و إحسان المجابري .
لكن لم يعش بلاس انفانتا ليرى انتصار أفكاره ، إذ بعد أيام من انفجار الحرب الأهلية الإسبانية ، قبض عليه أتباع كتائب الجنرال فرانكو وأعدموه رميا بالرصاص في إشبيلية يوم الاثنين 10/ 8 / 1963 م ، فمات شهيدا ، رحمه الله ، وهو يصرخ مرتين : " عاشت الأندلس حرة " .
التنظمات الإسلامية الأولى المعاصرة
غاب الإسلام ، ظاهرا ، عن أرض الأندلس منذ عام 1609 م وحفظ في القلوب و أصبح التنصير شرطا للإقامة في إسبانيا . وقد خف هذا الوضع بعد الحرب العالمية الثانية وهجرة عدد من أهل منطقة الحماية الإسبانية بشمال المغرب إلى إسبانيا إلى أن وصل عددهم سنة 1971 م حوالي 90.000 نسمة ( 0,3 في المائة من السكان ) ، منهم حوالي 13.000 ممن تجنسوا بالجنسية الإسبانية ، ولم يكن من بينهم سوى أفراد قلاائل من أصول إسبانية أو غير أندلسية
، وقد
وصل هذا الرقم إلى حوالي 350.000 مسلم سنة 1991 م ( 0,9 في المائة من مجموع السكان )، ومنهم حوالي 80.000 مسلم حاصلين على الجنسية الإسبانية ، معظمهم من أصول مغربية ، وحوالي عشرة آلاف منهم ممن اعتنق الإسلام من أهل البلاد و أولادهم . ومعظم ما تبقى من المغاربة ويأتي بعدهم بأعداد أقل أهمية ، الجزائريون والتونسيون والمشارقة وسكان أفريقيا جنوب الصحراء وباكستان وإيران إلخ .
ولأول مرة سمح قانون الجمعيات بتاريخ 24/ 12 / 1964 م للجمعيات الدينية غير الكاثوليكية بالوجود . وفي 28 / 6 / 1967 م ، أصدرت الحكومة الإسبانية قانونا جديدا يسمح بحرية الأديان ، أصبح معه من الممكن تأسيس جمعيات إسلامية لأول مرة بعد سقوط غرناطة . واستفاد من هذين القانونين الطلبة المسلمون في الجامعات الإسبانية . إذ بعد زيارة أبو الحسن الندوي لإسبانيا سنة 1965 م اقترح على الطلبة تأسيس جمعية اسلامية فأسسوها في غرناطة سنة 1966 وسجلوها رسميا بوزارة العدال الإسبانية سنة 1971 تحت اسم " الجمعية الإسلامية في اسبانيا" . وفي 22 / 4 / 1974 م ، عدل نظامها لتمكينها من بناء المساجد والمراكز الإسلامية عبر إسبانيا ، فكانت هذه أول جمعية
إسلامية تأسست في الوقت المعاصر في إسبانيا . وقد فتحت بعد ذلك فروعا لها في عدة مدن إسبانية .
ابتدأت الجمعية نشاطها في شقة متواضعة في غرناطة ، ثم انتقل مقرها الأساس إلى مجريط في شقة كذلك . ثم بنت الجمعية مسجدا ومركزا اسلاميا متكاملا في حي تطوان بمجريط ، وهو أول مسجد بني حديثا في العاصمة الإسبانية . أما مراكز المدن الأخرى فكلها شقق اشتريت وأجرت . ومعظم أعضاء هذه الجمعية طلبة من سوريا وفلسطين ، تخرجوا بعد ذلك ، وتزوج كثير منهم بإسبانيات واستقروا في البلاد وحصلوا على جنسيتها .
و إلى سنة 1978 م ظلت هذه الجمعية داخل الجامعات كجمعية طلابية . ثم أخذ معظم الطلاب يتخرجون ويتزوجون ، فأخذت الجمعية تكتسب طابعا لجمعية جالية اسلامية . وتركز دورها الاعلامي في إصدار دورتين بالإسبانية كل شهرين : العروة الوثقى والإسلام . وفي نفس السنة انفصل " المركز الإسلامي بإسبانيا " عن هذه الجمعية وتتكون الجمعية المفصلة كذلك من قدماء الطلاب العرب المشارقة ، ويقع مركزها الأساس في مجريط في شقة بشارع الونسو كانو. وللجمعية فرع في برشلونة ( قطلونية ) والجزر الخالدات وغرناطة واشبيلية ومالقة
بالأندلس .
وفي سنة 1990 م ،كلفت رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة " المركز الإسلامي بإسبانيا" بإدارة مسجد الملك عبد العزيز بمربلة ( مقاطعة مالقة ) بالأندلس .
وقد ابتدأت فكرة بناء هذا المسجد سنة 1979 بقرار من الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، وانتهى من البناء عام 1981 م . ومن أهم أنشطة " المركز الإسلامي في إسبانيا " المحاضرات واللقاءات وتوزيع الكتب الإسلامية و إحياء الشعائر الدينية .
وقد أسس " المركز الإسلامي بإسبانيا " مدرسة ابن رشد في غرناطة التي تم افتتاحها عام 1985 م ب74 تلميذ .
وفي 28 / 6 / 1973 م ، قدم عمدة مجريط للهيئات السياسية الإسلامية قطعة أرض مساحتها 1.500 متر مربع بإحدى أحياء مجريط الجديدة لإقامة مسجد جامع عليها. وانتهت المدة المحددة ولم بين على الأرض شيء فاستعادت البلدية الأرض، ثم بعد تعهد السفراء المسلمين ببناء المسجد، قدمت البلدية أرضا أخرى بضواحي مجريط الشرقية مساحتها 30.465 متر مربع. وفعلا تبنت المملكة العربية السعودية مشروع المسجد الذي انتهى بناءه سنة 1990 م تحت إشراف سفارتها. وقد أصبح هذا المسجد أكبر مسجد إسلامي في إسبانيا إذ يتسع ل 830 مصل وبه مكاتب وقاعة محاضرات ومركز ثقافي ومكتبة. وتدير هذا المركز رابطة العالم الإسلامي.
الاسلام والمنظمات الإسلامية بالأندلس :
تتكون منطقة الأندلس من ثمان مقاطعات، وهي من الغرب إلى الشرق، أولبة واشبيلية وقادس وقرطبة وجيان ومالقة وغرناطة والمرية. ولم يفتح في هذا المنطقة مركز إسلامي إلا سنة 1974 م، على يد المسلمين في مدينة غرناطة. ومنذ ذلك الحين تكاثرت المراكز الإسلامية والمساجد إلى أن وصلت إلى 38 في أوائل سنة 1996 م وفي سنة 2001 وحسب إحصائية لجريدة داريو الاسبانية قالت ان عدد المسلمين في اسبانيا في تصاعد حتى بلغ عددهم اليوم نصف مليون مسلم، وان عدد المساجد فيها قفز خلال العشرين سنة الماضية إلى 300 مسجد، وبهذا تحتل اسبانيا اليوم المرتبة الخامسة من بين دول الاتحاد الأوروبي في عدد المسلمين.وهذا في سنة 2001 وحسب آخر دراسة قام بها اتحاد الجمعيات الإسلامية بإسبانيا سنة 2008م، فإن ما يعادل %2.5 من السكان بالجارة الشمالية هم مسلمون، أغلبهم ينحدرون من دول المغرب العربي و دول إفريقيا جنوب الصحراء و باكستان 565.000) من أصل مغربي).الدراسة و التي نشرت نتائجها مؤخرا، أكدت أن من بين كل 10000 مواطن إسباني هناك 250 مسلم،نسبة %70 من المسلمين متمركزين في أربع جهات ، تأتي في المقدمة جهة كطلونيا( 279237 مسلما)، جهة مدريد 196689 )مسلما( ، جهة الأندلس( 184430 مسلما) و فالنسيا( 130471 مسلما )، جهة مورسيا (63.040 مسلما) كاستيا لامانشا (32.960 مسلما) أرغون (30.982 مسلما(، كانارياس ( 54.636 مسلما) سبتة المحتلة (30.537 مسلما) مليلية السليبة (34.397 مسلما).وذكرت الدراسة أن عدد الإسبان الذين اعتنقوا الإسلام وصل إلى 33.750، أي ما يفوق عدد المسلمين بمدينة سبتة المحتلة .وأشارت الدراسة الى أن 150 ألف مسلم من أصل العدد الإجمالي لمسلمي إسبانيا يعدون من الجيل الرابع للمهاجرين، أغلبهم تابع دراسته العليا والتقنية، واندمج بشكل كلي في المجتمع الإسباني، ولا يعاني من أية مشكلة اندماج أو إيجاد فرص الشغل على العكس في بعض الدول الأوربية كفرنسا مثلا.و في نفس السياق ،أشارت الدراسة الى أن عدد التلاميذ بإقليم كاتالونيا وصل إلى 30 ألف تلميذ مسلم، وبمدريد 25 ألف تلميذ وإقليم الأندلس 19 ألف تلميذ وبفالنسيا 11 ألف تلميذ وبسبتة المحتلة 5 آلاف تلميذ ونفس العدد بمدينة مليلية السليبة، بينما تشهد باقي الجهات حضورا بدرجة أقل.وخلصت الدراسة إلى اعتبار الديانة الاسلامية كثالث ديانة سماوية بالجزيرة الإيبيرية، وأن المذهب السني هو المهيمن في إسبانياوفي جزيرة البليار (الجزائر الشرقية) ارتفع عدد المساجد بجزر البليار من خمسة في عام 2005 إلى 30 مسجدًا في 2010م، استنادًا إلى سجلات الهيئات الدينية بوزارة العدل الإسبانية. كما انتشرت المراكز الإسلامية التي تقوم على نشر الدين الإسلامي وجذب المسلمين الجدد.
وفي عام 2005، كان يوجد في جزيرة مايوركا (عاصمة جزر البليار) ثلاثة مساجد فقط في بلديات بالما وسابوبلا ومينوركا، وانتشرت المراكز الدينية والمساجد الإسلامية في أغلب البلديات مثل إينكا ولوسيتا وبويينكا وألكوديا وغيرها.
وفي 2009 م قالت "كونسويلو رومي" وزيرة الهجرة بالحكومة الإسبانية في احصائية نهائية وموثقة ان المسلمون في "إسبانيا أصبحوا يشكلون قرابة 3% من الشعب الإسباني حسب الدليل الذي اصدرته الوزارة، يعني أزيد من مليون شخص، و30% منهم إسبان ، وهناك ثلاث مناطق أساسية لتواجد المسلمين في "إسبانيا"، وهي إقليم "كتالونيا" (شمال شرق)، ويوجد بها حوالي 300 ألف مسلم، ومنطقة "الأندلس" (جنوب) ويوجد بها قرابة 120 ألف مسلم، والعاصمة الإسبانية "مدريد"، ويوجد بها حوالي 80 ألفا.
كما بينت وحسب دليل اعداد المسلمين في اسبانيا ان أكبر أقلية إسلامية في "إسبانيا" تمثلها الجالية المغربية، ويبلغ عددها نحو 700 ألف نسمة، وبعدهم الجزائريون حوالي 50 ألفًا، ثم الباكستانيون 40 ألفًا، والسنغاليون أكثر من 30 ألف نسمة
وتختلف هذه الأرقام إلى حد ما مع الأرقام التي كانت متداولة في السابق، وتشير إلى وجود حوالي مليوني مسلم، في حين أن الكتاب يظهر أن عدد المسلمين في إسبانيا يبلغ نحو 1.3 مليون نسمة من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 45 مليون نسمة.
وبحسب الدليل: يوجد في "إسبانيا" حوالي 400 مسجد ومصلى، وهو رقم يختلف أيضًا عن الأرقام السابقة التي كانت تشير إلى وجود نحو 600 مسجد، أغلبها أماكن صغيرة، موزعة على إقليم "كاتالونيا" 170 مصلى، والعاصمة مدريد 84، وإقليم الأندلس 36.
وفي حين كشف الدليل عن وجود 13 مسجدًا ومركزًا ثقافيًّا كبيرًا في "إسبانيا"، أشهرها "مسجد مدريد" المعروف باسم "إيمي 30"، و"مسجد ماربيا" في إقليم "مالقة"، يبذل مسلمو إقليم "كتالونيا" جهودًا مضنية منذ سنوات من أجل بناء مسجد كبير يمكن أن يستوعب الأعداد الكبيرة للمسلمين في الإقليم، خصوصا خلال شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى.
الاسلام في فالنسيا
يوجد حاليًا نحو 65 مسجدًا ومصلى مسجلين، أو في طور التسجيل لدى وزارة العدل وأرجع بعض المحللين ذلك التزايد الكبير في أعداد المساجد إلى تنامي الأقلية المسلمة في السنوات الأخيرة؛ حيث فاق عددهم المليون ونصف حسب إحصائيات سنة 2009.وأشهر مساجد "فالنسيا" أربعة، فالمسجد الكبير يتميز بشكله الهندسي المميز، ويشرف عليه المركز الثقافي الإسلامي، والمسجد الثاني وهو مسجد "البويرتو" التابع لاتحاد الجمعيات الإسلامية في "إسبانيا" (يوسيد)، والثالث مسجد صغير في منطقة تعج بالمسلمين، وهي منطقة "الرصافة".أما الرابع فهو حديث عهد كبناية، لكنه الأنشط على الساحة الإسبانية، ولعل هذا ما دفع بلدية "فالنسيا" إلى أن تمنحه هدية أحسن عمل تطوعي ويوجد في فالنسيا زها 90 الف مسلم
الاسلام في كتلونيا
كتلونيا ذات حكم ذاتي تقع على حدود فرنسا لم يمكث الحكم الإسلامي فيها طويلا ، لكنها أصبحت اليوم ثاني منطقة من حيث التواجد الإسلامي بعد الأندلس ، يسكنها حوالي ثلث مسلمي إسبانيا ، منهم حوالي 80.000 مغربي و 20.000 إفريقي 20.000 من جنسيات أخرى ، وحوالي 10.000 على الأقل يحملون الجنسية الإسبانية (احصائية 1996) ، منهم عدة من أهل البلاد . والفرق بين كتلونيا يرجع فيه الفضل لمجهود المغاربة ، بينما نجد أن مجهود الأندلسيين في منطقة الأندلس واضحة جلية كما اسلفنا أما سكان كتلونيا ، فيبلغ عددهم حوالي 6.200.000 نسمة أي أن المسلمين يكونون بها حوالي 2 في المائة ، وقطلونية مكونة من أربع مقاطعات ، وهي برشلونة وجرندة ولاردة وطرقونة ، وبها حوالي 20 مسجدا ومركزا إسلاميا تتوزع على المقاطعات الأربع ويمكن تقدير عددها سنة 1966 بحوالي 40 مسجدا ومصلى .واليوم يوجد في مقاطعة كتلونيا مايقدر ب300000 الف مسلم .
التعليم الاسلامي في اسبانيا:
مع بداية عام 2005، بدأت الحكومة الأسبانية تدريس الدين الإسلامي بعدد من المدارس في المدن الأسبانية الكبرى، في إطار "قانون الإصلاح التربوي" الذي سنته الحكومة الاشتراكية الجديدة في 2004
ورغم أن المنهج الجديد لا يتعدى التعريف بالإسلام وأركانه، إلا أن اليمين الأسباني انتهز الفرصة لشن حملات على الإسلام والمسلمين أفلحت في فرض عدد من الشروط على تدريس الإسلام بالمدارس.
ويأتي تدريس الإسلام بأسبانيا، وفقا لاتفاق عقدته الحكومة الاشتراكية السابقة في بداية التسعينيات مع عدد من الهيئات الإسلامية في أسبانيا، إلا أن تطبيق هذا الاتفاق تأخر لعدة سنوات قبل أن يصل الحزب الشعبي اليميني إلى السلطة في إبريل 1996 ويتم تجميده لثماني سنوات أخرى، ثم تم إحياؤه بعودة الاشتراكيين للسلطة في إبريل 2004
الاتفاق..
ويقضي الاتفاق باعتماد تدريس الدين الإسلامي في المدارس الأسبانية بالمدن التي تشهد وجودا مكثفا للأقلية المسلمة، ومن أهمها برشلونة (شمال شرق أسبانيا)، وهي أكبر مدن البلاد، والعاصمة مدريد، ومدينة ليبانتي وسط شرق البلاد، إضافة إلى إقليم الأندلس كله الذي يعرف وجودا كبيرا للمهاجرين المسلمين أغلبهم مغاربة.
وكانت المديرة العامة للشؤون الدينية في الحكومة الأسبانية "ميرسيدس ريكو جودوي" أعلنت أواخر 2004 أن عددا من المدن الأسبانية الكبرى مثل مدريد، وبرشلونة، ستعتمد تدريس الإسلام بداية من الشهر الأول للسنة الميلادية الجديدة.
وكان تدريس الدين الإسلامي غائبا عن أسبانيا باستثناء مدينتي سبتة ومليلية (بشمال المغرب وتحتلهما أسبانيا) حيث توجد نسبة كبيرة من الأسبان من أصل مغربي، وبدأ تدريس الإسلام بهما في عام 2000
ورغم أن عدد مدرسي هذه المادة الذين وصل عددهم إلى 7 فقط لم يكن يناسب عدد التلاميذ الذين ناهزوا وقتها ألفا و900 تلميذ بالمدارس الابتدائية الذين تتراوح أعمارهم بين السابعة والثانية عشرة، إلا أن البادرة كانت بمثابة نموذج شجع على نقلها لباقي أسبانيا.
وقامت مسئولة الشؤون الدينية بالحكومة الأسبانية مؤخرا بزيارة لعدد من مدارس "مليلية" صرحت خلالها بأن تجربة هذه المدينة كانت حافزا نحو توسيع التجربة لتشمل مدنا أسبانية أخرى.
المنهج الجديد
المنهج التعليمي حول الإسلام الذي تم اعتماده لن يتعدى في البداية دروسا بسيطة للتعريف بالإسلام وأركانه العامة، باعتبار أن الدروس ستلقى على جميع التلاميذ وليس المسلمين فحسب.
ولم يثر مضمون ذلك المنهج جدلا يذكر بين الحكومة الاشتراكية وهيئة اتحاد المنظمات الإسلامية في أسبانيا، حيث اتفق الطرفان على أن يكون التعريف بالإسلام ومبادئه الأساسية هو محور هذا المنهج. كما أن المنظمات الإسلامية في أسبانيا تركز جهودها في البداية على محو الأفكار السيئة المسبقة التي توجد لدى عدد كبير من الأسبان حول الإسلام.
وطالب رياض تتري السكرتير العام لاتحاد المنظمات الإسلامية في أسبانيا بأن يمتد تعليم الإسلام إلى باقي مناطق أسبانيا في ظل الانتشار الكبير للمهاجرين المسلمين في مختلف مناطق البلاد.
ومن المنتظر أن يلعب المغرب دورا في تدريس الإسلام بالمدارس الأسبانية، حيث يتوقع أن تشرف وزارة التعليم المغربية على إعداد دروس خاصة مثلما هو معمول به في مدينتي سبتة ومليلية.
ويتوقع أن تتزايد أعداد المسلمين في العقود القادمة باعتناق الإسلام أهل البلد وبهجرة المسلمين ، وبهذا سنرى حقبة جديدة م الوجود الإسلامي في أرض الأندلس العتيقة بعد طول الحصار .
المراجع
1 - على المنتصر الكتاني " الصحوة الإسلامية في الأندلس اليوم ، جذورها ومسارها " كتاب الأمة ، قطر ، عام 1412 .
2 - علي المنتصر الكتاني " انبعاث الإسلام في الأندلس " مجمع البحوث الإسلامية ، الجامعة الإسلامية العالمية ، إسلام أباد ، باكستان ، 1992 م .
3 - محمد عبد الله عنان " دولة الإسلام في الأندلس " القاهرة ( مصر ) عام 1969 م .
4 - مقالات متنوعة من الجرائد الاسبانية
5 - موقع مفكرة الاسلام
6 - موقع وزارة الهجرة الاسبانية
7 - الاسلام في اسبانيا ل على المنتصر الكتاني(بحث)
8 - مجلة التاريخ العربي
الصور.......
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
l
مسجد الاندلس
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
مشهد ليلى لاحد مساجد اسانيا