الرهبة
تعرق ورعشة، عند الحديث مع الناس.. فهل هناك أمل في الشفاء؟
الرهبة
تعرق ورعشة، عند الحديث مع الناس.. فهل هناك أمل في الشفاء؟
السؤال
أنا شاب من مصر، عمري 21 عاما، في كلية الطب الفرقة الخامسة، أعاني منذ الصغر من شيء لم أكن أفهمه، وهو شيء من الرهبة الاجتماعية؛ مما دفعني إلى كثرة المكوث بالمنزل، لأني عند النظر في أعين الناس الغرباء أو التحدث معهم تحدث لي بعض الأعراض الغريبة مثل: التعرق ورعشة، وزيادة نبضات القلب، وغيرها من الأعراض النفسجسمانية.
وكان بالنسبة لي حتى الذهاب إلى الطبيب عائق بالنسبة لي، وهذه الأعراض تلازمني منذ الصغر؛ مما كان يؤثر علي ببعض القلق والعصبية، والتوتر، ومنذ أن دخلت الكلية، وعشت في المدينة الجامعية، وكان الاختلاط بالناس بشكل كبير، وازدادت كل هذه الأعراض إلى أن قررت الذهاب إلى بعض الدكاترة النفسيين، وكتبوا لي كثيرا من الأدوية، وكنت آخذ هذه الأدوية لفترة علاجية كاملة، ولم أكن أشعر بأي تحسن سواء فوريا أو بعد فترة من تناول الأدوية، وبعض من هذه الأدوية كانت:
ابيليفاى –ixel—-سيروكويل- لسترال- بوسبار - hyperikan.
ولكن الدواء الوحيد الذي كان مفيدا بالنسبة لي بنسبة تفوق الخيال كان zolam وكنت أرى مفعوله بطريقة مدهشة، وكان يزيل كل هذه الأعراض، وكان يجعلني هادئا تماما، ولكني للأسف اضطررت للتوقف نظرا للتعود والـtolerance.
فأرجو في النهاية الإفادة بدواء يساعد على التخلص من الرهاب والقلق والتوتر والعصبية الزائدة، وبعض الأرق، ويكون بدرجة كبيرة مهدئا فعالا، ولكن لا يساعد على التعود عليه أو إدمانه، ويمكن الحصول عليه بسهولة فى مصر، ويكون مفعوله ملموسا فى وقت قصير من وقت تناوله، ويكون رخيص الثمن نسبيا بجانب دواء يساعد على إزالة الإجهاد الشديد المصاحب، ويزيد من درجة النشاط.
وفى النهاية أود أن أقول أن الله عز وجل له في كل شيء حكمة حتى المرض حيث أن مرضى هذا الذي يصاحبني منذ الصغر علمني الكثير، وأثر كثيرا على شخصيتي وجعلني شخصا مقاتلا لا يستسلم أبداً، ولا ينكسر بقدر الإمكان، وعندما أتعرض لأزمة لا يصيبني اليأس للخروج منها أبداً، ولكن ما يؤلمني كثيرا أني أقاتل كي أكون إنسانا طبيعيا مع أن طموحي الشخصي أني أقاتل كي أكون بارعا في الدراسة، وبارعا في العلاقات الاجتماعية، وبارعا في كل شيء في حياتي، ولكن هذه الأعراض التي أعاني منها جعلتني مثل الذي في سباق، ومعظم المتسابقين طلقاء، وأنا مكبل الأيدي والأرجل، ورغم هذا كله أصر ليس على أن أكمل المسابقة فحسب، بل أصر على أن أفوز بها وأعتقد أنه أي ضيقة أو عثرة أو مشكلة يمر بها الإنسان يجب أن ينظر لها أنها تقويه، وينظر إلى الجانب الحسن بها، ولا ينظر إلى الجانب المشوه المؤلم الموجود بها.
وفي النهاية أود أن أقول لكل إنسان يمر بضائقة سواء كانت نفسية أو عضوية أو أي عراقيل أخرى (لا تيأس من رحمة الله)، وتوقف أمام هذه الكلمات للحظات، ويجب أن تفكر هل خلقنا الله في الحياة لكي نكون معذبون أم أنها حكمة من الله، ولأنه عز وجل مسبب الأسباب، وأعتقد أنه مثلا لو أن الإنسان كان يطلع على الغيبيات، وعلم لماذا ابتلاه الله بهذا الابتلاء أو ذاك لرضي كثيرا بنصيبه، ولكن نحن البشر لا نطلع على الغيبيات، ويجب أن تثق في رحمة الله، وتعلم أنه يحب عباده أكثر من حب آلام لأولادها، وفي النهاية أود أن أرفع أكف الضراعة إلى الله وأقول اللهم ارزقنا الصبر، وبارك لنا في صحتنا، واشفنا واعف عنا، وارزقنا الستر وراحة البال.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبفضل من الله تعالى أنت الآن - إن شاء الله تعالى – على أعتاب التخرج من كلية الطب، وأود أن أهنئك على هذا الإنجاز العظيم، وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.
مقاومتك لصعوباتك النفسية واضحة جدًّا، وذلك من خلال تفهمك لحالتك، وجهدك الأكاديمي الواضح، ومعايشتك للحياة، وتواؤمك معها، هذا هو أفضل أنواع التأهيل الاجتماعي والنفسي.
القلق والعصبية والتوتر يمكن أن تحولها إلى طاقات إيجابية، وذلك من خلال تنظيم وقتك تنظيمًا صحيحًا، وأن تخصص وقتا للرياضة، ووقتا للراحة، ووقتا للدراسة، وقتا للعبادة، وقتا للترفيه عن النفس بما هو متاح ومباح.
أربع أسس رئيسية تحتوي على الأنشطة الضرورية لحسن إدارة الحياة، وأطلب منك أيضًا الغذاء المتوازن، هذا أيضًا له عائد كبير جدًّا على صحتك النفسية.
تمارين الاسترخاء نعتبرها ضرورية، وعلاج رئيسي في حالتك، أرجو ألا تقلل أبدًا من شأنها، هي مفيدة لمن يلتزم بها، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) أرى أنها سوف تكون مفيدة لك جدًّا، فأرجو أن تحاول تطبقها باستمرار.
بالنسبة للعلاج الدوائي: حقيقة أنا أفضل تمامًا أن تتواصل مع أحد أساتذة الأمراض النفسية بكلية الطب، أنت لك فرصة عظيمة جدًّا أن تتواصل مع أحد أساتذتك، وحين تعرف أنه متواجد، وأنه سند رئيسي لك هذا في حد ذاته يعتبر عاملاً ومؤشرًا علاجيًا مهمًّا جدًّا.
فيما يخص الأدوية: من وجهة نظري أن عقار سوركويل والذي يعرف علميًا باسم (كواتبين) سيكون دواءً ممتازا لك، والجرعة هي خمسين مليجرامًا ليلاً، ويمكن أن ترفع إلى مائة مليجرام ليلاً، هو دواء ممتاز، فاعل، محسن للنوم، يزيل القلق والتوتر، ويحسن المزاج، لكن يُعاب على السوركويل أنه مكلف بعض الشيء.
والبديل الآخر من الأدوية رخيصة الثمن هو (الموتيفال) وهو موجود في مصر، وأنا متأكد أنك قد سمعت عنه كثيرًا، وجرعته يمكن أن تكون حبة واحدة ليلاً، تُرفع بعد ذلك إلى حبة في الصباح وحبة في المساء.
ابتعادك عن الزولام والذي يعرف بـ (البرزولام) مهم جدًّا، وأقول لك أن هذا الدواء بالرغم من أنه بالفعل قد يؤدي إلى استرخاء، وراحة نفسية شديدة إلا أن تناوله على المدى البعيد يؤدي إلى تراكمات نفسية سلبية جدًّا، تتمثل في ظهور عصبية وتوتر، وربما اللجوء إلى العنف، دراسات حديثة جدًّا أشارت إلى ذلك، فلذا نحن حقيقة ننصح تمامًا بالابتعاد عنه.
إذن - أيها الفاضل الكريم - أمامك فرصة طيبة جدًّا لأن تعيش حياة طيبة، وما ذكرتَه حول أن نأخذ بالأسباب هو أمر طيب وجميل، وأنا سعدتُ أيضًا لإدراكك السليم وتفكيرك الصحيح حول فلسفة المرض.