ضربات القلب
أصابني خفقان شديد في القلب فما أسبابه وما علاجه
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
أنا شاب عمري 25 سنة، في أحد الأيام كنت جالسا مع زملاء العمل، وفجأة حدث لي خفقان شديد جداً وسريع، وحيث أن عملي بأحد المستشفيات، فقد ذهبت إلى الإسعاف على الفور، وفي الإسعاف هدأ من روعي الاستشاري، حيث أنني كنت في حالة رعب شديدة، ومتوقع الموت، وقال لي: هذا شيء طبيعي نتيجة لخلل في كهربائية القلب.
وأسبابها: الإكثار من المنبهات، والتدخين، وفعلا فأنا مكثر من المنبهات والتدخين في تلك الفترة.
ولكن ماحدث لي بعد ذلك أن هذه الحادثة لم تغب عن بالي، فقد انقلبت حياتي رأسا على عقب، كنت خائفا من أن يعود لي الخفقان فكثر استـئذاني من عملي، والعودة إلى البيت كي أكون بين أهلي في حالة إن عاد إلي الخفقان، وانتقلت من فكرة إلى فكرة، وذهبت لطبيب قلب، وعملت أشعة صوتية، وجهاز مراقبة ضربات القلب لمدة 24 ساعة، وظهرت النتائج طبيعية جدا، ولكن لم أستطع التخلص من فكرة أني مريض بالقلب، فأغلب الأحيان أحس بنغزات في صدري وضيق في التنفس دائم.
ومع هذا كله، لكني قاومت هذه الأفكار وأصبحت حالتي أفضل من الفتره السابقة بكثير حيث ساعدني على تفهم حالتي أني أعمل في مجال طبي.
ولكن ما زالت النغزات تطاردني، وبحكم أني مدخن انتقلت للتفكير في وضع رئتي، والخوف من السرطان، وبدأت أربط بين النغزات والسرطان، مع أني ذهبت لأحد الأطباء وقال لي: بأن هذه آلآم عضلية فقط.
ولكن في بعض الأحيان تأتيني نوبات نادرة بدوخة بسيطة، والشعور بأن شيئا سيحدث؛ فتجدني أخرج مسرعا من المكان الذي كنت فيه، وأذهب إلى مكان آخر، ومن ثم إلى آخر وهكذا لا أستقر في مكان واحد.
هذه حالتي بالضبط. أرجو إفادتي عنها مع العلاج؟ علما بأني أتمنى أن لا تصف لي أدوية، حيث أني أخاف من استخدام مضادات القلق والاكتئاب، لما أسمع بأنها تؤثر على كيميائية الأعصاب.
وهل تمارين الاسترخاء والتنفس فقط تكفي لإزالة هذا التوتر والقلق؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سعود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أيها الأخ الفاضل حالتك تُعتبر حالة مثالية بما يُعرف بنوبات الهرع، فهي تأتي فجأةً بشكل خفقان سريع وشعور بالضيقة الداخلية، وشعور بأن المنية قد دنت، وبعد ذلك قد تنتاب الإنسان نفس الحالات، أو قد تظهر عنده مخاوف أخرى، ومعظم هذه المخاوف تدور حول أمراض القلب، أي أن الإنسان يظن أنه مصاب بأمراض القلب ويتنقل من عيادة إلى أخرى، وقد لا يحس أنه مطمئن.
هذه الحالة حالة نفسية مائة بالمائة، وهي تشخص -كما ذكرت لك- بحالات الهرع، أو ما يُسمى باللغة الإنجليزية حالات البِّنِكْ panic. .
أنت متخذ موقفاً من الأدوية، ولكن الذي أود أن أؤكده لك هو أن الأدوية تُساعد في هذه الحالة بنسبة 90%، أي تُعتبر علاجاً شافياً وقوياً، خاصة الأدوية الحديثة، وتمارين الاسترخاء والتنفس يُساعد كثيراً جدّاً، ويمكنك أن تجعل تمارين الاسترخاء وتمارين التنفس من الروتين اليومي، وسوف تجد إن شاء الله أنها قد ساعدتك كثيراً، وفي المواقف التي تحس فيها بالضيق أو بتسارع في ضربات القلب، عليك أيضاً أن تأخذ نفس عميق مرة أو مرتين، وسوف تجد أن الحالة انتهت بإذن الله تعالى.
وأنصحك يا أخي باستعمال الدواء، وهنالك دواء ممتاز وفعَّال يعرف باسم سبراليكس، وهو من أفضل الأدوية لعلاج الهرع، وهو دواءٌ سليم وفعَّال، أرجو أن تبدأ بجرعة 10 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 20 مليجرام ليلاً، وتستمر عليها لمدة تسعة أشهر، ثم تخفضها إلى 10 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر.
وهنالك أدوية أخرى قد تُضاف في الحالات الشديدة؛ منها العلاج الذي يُعرف باسم إندرال، وجرعته هي 20 مليجرام في اليوم، ويُساعد هذا الدواء في خفض تسارع ضربات القلب، وفي الحالات الحادة جدّاً يُعتبر العلاج الذي يعرف باسم زاناكس مفيد أيضاً، ولكن أنصح دائماً باستعمال الزاناكس لمدة قصيرة، وجرعته هي ربع مليجرام مرتين في اليوم، ويجب ألا تزيد مدة استعماله عن ستة أسابيع، ولكن الذي أود أن أؤكده لك هو أن السبراليكس يُعتبر علاجاً ناجعاً وسليماً وفعَّالاً وغير إدماني، ولا يؤثر في أي حال من الأحوال على الأعضاء الرئيسية في الجسم مثل القلب والكلى والكبد.
وهنالك أدوية أخرى قد تم دراستها تفيد أيضاً، مثل الزولفت، وكذلك إيفكسر، وكذلك زيروكسات، ولكن قطعًا السبراليكس هو الأفضل حسب الدراسات والتجارب العلمية.
وبالله التوفيق.