ناصر شلبى Admin
عدد المساهمات : 604 تاريخ التسجيل : 24/06/2012 العمر : 65 الموقع : مصر
| موضوع: حكم تجسيد الصحابة وآل البيت في الأفلام والمسلسلات :منتديات نور الصباح الجمعة يوليو 20, 2012 7:04 am | |
| [b]حكم تجسيد الصحابة وآل البيت في الأفلام والمسلسلات :منتديات نور الصباح
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته الكرام لهم مكانة رفيعة ومنزلة عالية، فقد أثنى الله تعالى عليهم وبين لهم هذه المنزلة الرفيعة والمكانة السامية في نصوص متضافرة من القرآن الكريم والسنة النبوية،
فقال الله تعالى: { رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ } (المائدة: 119)،
وقال صلى الله عليه وسلم: «الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضاً بعدي، فمن أحبهم فبحبّي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه»
رواه الترمذي وابن حبان والبيهقي.
ولقد انطبعت في أذهان المسلمين سلفاً وخلفاً على مر العصور صورة مشرقة ناصعة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته الكرام، فهم الذين آووه ونصروه وحملوا معه هذا الدين وقاموا به من بعده حتى أوصلوه إلى مشارق الأرض ومغاربها بصورته السمحة النقية، وإن أي تجسيد لهؤلاء الصحابة وتمثيلهم في عمل تلفزيوني أو سينمائي من شانه أن يغير هذه الصورة في أذهان الناس وعقولهم، ويزعزع الثقة بهم ويعرضهم للسخرية والاستخفاف فيجعل الناس يتخيلون أن الممثل الذي يؤدي هذه الشخصية هو الصحابي نفسه أو أن الممثلة التي تؤدي هذه الشخصية هي الصحابية نفسها، وفي هذا تشويه كبير لسيرة الصحابة رضي الله عنهم ومس بكرامتهم مما يفتح باب التشكيك على المسلمين في دينهم والجدل المناقشة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شك أن آل البيت الكرام والإمام الحسن والإمام الحسين رضي الله عنهم من أجل الصحابة وأرفعهم منزلة،
قال الله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً }
(الأحزاب: ٣٣).
أقوال العلماء المعاصرين في تمثيل الصحابة،: =========================
فيما يخص تمثيل الصحابة، فللعلماء المعاصرين فيه ثلاثة آراء :
الأول: ====
المنع المطلق، فلا يجوز -عند هذا الفريق- تمثيل أشخاص الصحابة بالكلية، وهو ما يراه عدد من علماء الأزهر، منهم الدكتور أحمد عمر هاشم، والدكتور عبد الصبور مرزوق، والدكتور عبد العظيم المطعني، والدكتور عبد الفتاح عاشور، والدكتور محمد سيد أحمد المسير، وهو ما مال إليه الدكتور أحمد الريسوني من علماء المغرب، وهو أيضا رأي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية، ومثلها: الشيخ ابن باز والشيخ عبد الرازق عفيفي، والشيخ عبد الله بن غديان والشيخ عبد الله بن قعود، بل صدرت فتوى من هيئة كبار العلماء بالسعودية بذلك، واستندت لجنة البحوث والإفتاء إليها في فتواها.
الثاني: ====
الإباحة المطلقة، وهو مذهب علماء الشيعة، نقله عنهم الشيخ فيصل مولوي في إحدى فتاواه.
الثالث: ==== حرمة تمثيل البعض وإباحة تمثيل الآخرين. وفيمن يحرم تمثيله رأيان :
الأول: -------
الخلفاء الراشدون وآل البيت.
الثاني: --------
العشرة المبشرون، ومنهم بالطبع الخلفاء الراشدون وآل البيت.
ويمثل هذا الفريق ، ودار الإفتاء المصرية، ومجمع البحوث الإسلامية ولجنة الفتوى بوزارة الأوقاف الكويتية وغيرهم والمفهوم من كلام الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -.
أدلة القائلين بالتحريم : =============
ويستند من يقول بالتحريم مطلقا إلى ما يلي:
1) - أن كل من بُشِّر بالجنة لا يجوز تمثيل أشخاصهم، لا فرق في ذلك بين درجاتهم؛ فبشارته بالجنة تمنع تمثيله. وهو رأي كثير من علماء الأزهر ممن قال بالتحريم.
2) - ما قد ينتج عن تمثيل أشخاصهم من الامتهان والاستخفاف بهم، والنَّيل منهم؛ إذ يقوم بدورهم -غالبا- أناس بعيدون كثيرا عن التدين والالتزام بأوامر الله؛ وهو ما قد يولد السخرية من الصحابة والدين وتعاليمه، مع ما في ذلك من ظهور سب الصحابة بتمثيل دور المشركين معهم. وهو ما قالته لجنة الإفتاء والبحوث وهيئة كبار العلماء بالسعودية.
3) - أن المفاسد المترتبة عليه أكثر من المصالح، وما كانت مفسدته أرجح فهو ممنوع، فإن قال البعض: إن في تمثيل حياتهم إظهارا للأخلاق والسلوكيات الحميدة، فهذا مجرد افتراض ينفيه واقع التمثيل. وهو ما قالته لجنة الإفتاء والبحوث وهيئة كبار العلماء بالسعودية، وعدد من علماء الأزهر.
4) - أن تمثيل الصحابة إنزال لمكانتهم العالية التي وهبهم الله تعالى إياها في قرآنه، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم. وهو رأي هيئة كبار العلماء بالسعودية، والمفهوم من كلام عدد من علماء الأزهر.
5) - أن غرض التكسب والتربح سيطغى على تقديم الصورة الصحيحة؛ وهو ما يدفع القائمين بالإنتاج والتمثيل في التلاعب في سيرتهم، والتجار بما يناسب الربح والاتجار بعيدا عن الدقة العلمية. وهو مستند هيئة كبار العلماء بالسعودية.
6) - ما حدث من قيام البعض من تمثيل الصحابة وسبهم وقذفهم والاجتراء عليهم، بل استخدام الحبكة الفنية ومهارات الإخراج في التلفيق والتشويق بهدف الإقناع والتصديق. وهو ما قاله الدكتور عبد العظيم المطعني.
7) - أنه لم يتبق لنا في عالم الأسوة والقدوة إلا الصحابة، فمن الأولى أن نبتعد عنهم، وإن كان هناك إفلاس في موضوعات جيدة في الفن، فلتكن بعيدة عن هؤلاء الصحابة.. وهو ما ذهب إليه الدكتور أحمد عمر هاشم.
- أن القدرة على تمثيل الصحابة بأشخاصهم عمل صعب فنيا؛ إذ إن الله تعالى وهب الصحابة قدرات خاصة كي يكونوا أهلا لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يمكن تصوره في العمل الفني.. ولا يجوز التعرض بالتمثيل لهم، استنادا لقوله صلى الله عليه وسلم "الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا من بعدي.. فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم" أخرجه الترمذي. وهو رأي الدكتور عبد الفتاح عاشور.
9) - أن هؤلاء الكتاب والفنانين ينقصهم أدنى فنيات وأدوات كتابة التاريخ، فضلا عن كتابة السيرة التي لا يمكن معالجة حياة هؤلاء بعيدا عنها؛ فهم جزء لا يتجزأ من السيرة النبوية الشريفة التي لا يصح كتابتها أو الخوض فيها بعيدا عن التزود بأدوات علم الحديث من جرح وتعديل، وهو مستند الدكتور عبد الفتاح عاشور أيضا.
10) - أن فن السينما متأثر بالفكر الكهنوتي والكنسي الذي بزغ المسرح والسينما في أحضانه من تقديس للأشخاص ولعب أدوار الآلهة في المعابد، بل وعبادة لها من دون الله.. والفن في الإسلام متحرر من هذه المادية المغرقة، بعيد عن التوثين والتجسيد وعبادة الفرد للفرد.
11) - وإذا كنا في زماننا هذا نفزع من تهمة تسمى الازدراء برمز الحكم.. فكيف بالازدراء برموز الإسلام؟!. وهو رأي بعض علماء الأزهر.
12) - القول بتحريم تمثيل الصحابة مستند على قاعدة درء المفاسد، واتقاء الشبهات؛ فالقول بتجسيد حياتهم تمثيلا قول محفوف بالأخطار العظام، وإذا سلمت شخصية فلن تسلم أخرى، وإذا وجدنا من يفهم ويعلم سيرتهم اليوم، فلن نجده غدا، بل وستظل تصورات الفنانين لأشخاصهم نهبا لكل شارد ووارد؛ فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. وهو ما استند إليه الدكتور المسير.
أدلة من يحرم تمثيل بعض الصحابة دون غيرهم : ==========================
ويستند من يفرق بين العشرة المبشرين، أو الخلفاء الراشدين وآل البيت إلى:
1) - أن كبار الصحابة لهم مكانة أكبر من غيرهم تمنع من أن يقوم بدورهم أحد، ولكن يشترط فيمن يقوم بتمثيل غيرهم أن يكون حسن السيرة والاستقامة. وهو ما اشترطه الشيخ القرضاوي.
2) - إن كان الأولى عدم تمثيل أشخاص الصحابة، فإنه إن كان التمثيل لن يقلل من شأنهم فلا يمكن الحكم عليه بالحرمة، وليس في قيام شخص بدور آخر فيه نوع من الكذب؛ لأنه معلوم أنه ليس هو الشخص، وهذا هو المفهوم من كلام الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-.
3) - أما الشيعة فمن الواضح أنه ليس عندهم دليل للتحريم، كما أن منزلة الصحابة عندهم ليست كما يرى أهل السنة، فلم يجدوا حرجا في تمثيل أشخاصهم، بل إنهم لم يمنعوا تمثيل الأنبياء، ولا حول ولا قوة إلا بالله
رأي المجامع الفقهية ودور الإفتاء في مسألة تجسيد الصحابة : ==================================
يحرم شرعاً تجسيد صور الأنبياء وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم - ومنهم الحسن والحسين - وأزواجه والخلفاء الراشدين وقد صدرت بذلك الفتاوى من المجامع الفقهية ودور الإفتاء في العالم الإسلامي، فقد نص على ذلك قرار مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة في دورته الثامنة
وقرار هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية رقم (107) تاريخ 2/11/1403هـ
وقرار رقم (13) تاريخ 16/4/1393هـ
وكذلك قرار المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي ومجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف
وقطاع الإفتاء في الكويت، وهو ما جاء في كتاب سماحة المفتي العام السابق الدكتور نوح علي سلمان رقم 1/1/11/642 تاريخ 27/جمادى الآخرة 1430هـ الموافق 21/ حزيران 2009م؛
====> لهذا كله؛ فيحرم شرعاً تجسيد صور الأنبياء وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم - ومنهم الحسن والحسين - وأزواجه والخلفاء الراشدين، وتمثيل شخصياتهم في الأفلام السينمائية والتلفزيونية، ولا ينبغـي كذلــــــك تمثيل شخصيات باقي الصحابة رضي الله عنهم لتبقى لهم في الأذهان الصورة الجليلة التي رسمت من خلال ما بلغنا من تاريخهم ومواقفهم في الحياة.
وقد أجمع هؤلاء كلهم فيما صدر عنهم من فتاوى على حرمة تمثيل آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم الكرام ومنهم الحسين والحسين، وأمهات المؤمنين والخلفاء الراشدين ،في الأعمال التلفزيونية والسينمائية وهو ما ندين به إلى الله.
هذا والله تعالى أعلم. [/b] | |
|