ناصر شلبى Admin
عدد المساهمات : 604 تاريخ التسجيل : 24/06/2012 العمر : 65 الموقع : مصر
| موضوع: الدولة العباسية بين القوة والضعف والإستقواء الخُلاصــــــــة منتديات نور الصباح الإثنين يوليو 16, 2012 10:41 am | |
| الدولة العباسية بين القوة والضعف والإستقواء الخُلاصــــــــة منتديات نور الصباح
الدولة العباسية بين القوة والضعف والإستقواء
الخُلاصــــــــة (الإنصاف في تقييم ما جرى بين التململ والسقوط)
لقد كثر الحديث ومنذ زمن من قبل المؤرخين والمثقفين عن تلك المرحلة المؤلمة في سير تاريخ الدولة العباسية وقد كان المنصفين منهم في الغالب يعرضون الأمر على حاله بحيادية مع التذكير بموضوعة التوريث بالحكم وتعلقها بالشورى دونما التأشير الإيحائي الظالم بمنهج سلبي منحاز ضد شخوص خلفاء دولة بني العباس تحديدا وهو الذي انتهجه البعض على مدى سير التاريخ وحتى اليوم من قبل بعض الشوفينيين الطائفيين الذين يريدون عين ذلك التوريث ولكن من زاوية أخرى يعينهم في تلك الدفوع المغرضين وأنصاف المثقفين من الحاقدين على أية مسعى توحيدي يروم أن يجمع العرب والمسلمين ككيان في هذا العالم وقد تمادى البعض منهم بذلك حين لم يكفوا ألسنتهم عن محاولة النيل من تلك الحضارة عن طريق توجيه النقد المباشر بالإسفاف إلى الخلفاء في غير مناسبة لكنا نقول اليوم وبعد تلك المراجعة التاريخية التي أشرت على بدايات أسباب ذلك التراجع ومسبباته إن لكل الأحداث المتراكمة على الدوام وحتى أيامنا الراهنة أسبابها إلى جانب تداعيات أخطاء متراكمة وليس من الضرورة أن يكون من يشار إليهم بالخلل هم وحدهم المسئولين عن كل ذلك سيما وان الأمة مستهدفة بأعلى درجات الاستهداف الخبيث الذي لما يزل دائرا بيننا حد أيامنا الراهنة حيث رغم كل ما أتيح لأبناء هذا العصر من نور وعلم وسعة ثقافة وحصانة فكرية سياسية تدعمها القوى التسليحية والتعبئة العسكرية التي تحوزها دول امتنا المفككة إلا إنها أثبتت من جديد إنها ومع كل ذلك عرضة لكل ما جرى مع ومرر على كواهل رجالات حقبة ظلمها التاريخ ولقد ابتدأ التراجع في بادية العصر الثاني بسبب تعاظم نفوذ أصحاب التداخلات الخارجية التدريجي والذي كانت له أسبابه بمكائد معدة من قبل أعداء الأمة ولكن هذا لا ينفي جهد محاولات جريئة قام بها بعض الغيارى من الخلفاء على دولة الإسلام بحسب مستطاعهم عندما حاولوا تخليص الخلافة مما علق بها من تداخلات ليسوا هم من كان السبب بوجودها في الأصل وحتى وصل الحال لما وصل إليه فالكثير منهم قد حاول أن يغير الوضع القائم الذي وجده وان ينقلب عليه ليخلص مصير دولته بشتى السبل المتعددة وكان من بينها المواجهة الجريئة التي وصلت حد القتال المشرف الذي كلفهم أرواحهم ودمائهم الزكية التي راحت على مذبح ذلك الخطر الساعي بنا حتى اليوم لكن أولئك الخلفاء الغيارى لم يتح لهم قدرهم وعظم بلاؤهم وهم بذلك المستوى من الشجاعة والغيرة والإقدام على إتمام الأمر خصوصا وان الأعداء يتربصون بهم بشدة ليحكموا الطوق على أعناقهم وهذا ما يفسر لكم مدة الحكم القصيرة التي أتيحت لهم والمؤشرة إزاء كل منهم حتى أتت حقبة الضعف الأكبر في ذلك الخط البياني الذي رأيتم فيه دولة بني العباس من عهد المعتضد وحتى النهاية المأساوية بسقوط الدولة العباسية وبغداد في عهد المستعصم التي أودت بكل شيء وقد وجدنا من يشيد دوما بمحاولات الإحياء والإصلاح التي جرت في تلك الحقبة كما جرى في عهد الخليفة الناصر لدين الله على وجه الخصوص ومقتضيات ذلك الظرفية حيث إن إرادة الله قد وضعت بين يديه أن يحل في زمن قد خلت فيه ساحة البلاد من تلك التداخلات السياسية ومؤثرات القوى الخارجية التي عوقت غيره كما إن الله قد مد في عمره حتى حكم زهاء سبعة وأربعون عاما ليأتي بعهد ذهبي لكننا نقول إن من العدل والإنصاف أن نقيّم كل مرحلة على حدة لنأتي بمحصلة حينها لنقارن مع مرحلتنا الراهنة وحينها سنرى بالطبع إن كل الذي جرى من قبل ممكن حدوثه في أية مرحلة راهنة ومستقبلية مالم يزال أصل ومنبت ذلك الداء الذي يكمن في جسد الأمة حتى اليوم والى ذاك فليتنبه المخلصون .....
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] | |
|